أولا :ـ استجابة لأمر الله عز وجل وقد قال تعالى
{ يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم
واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون }
( استجيبوا لله وللرسول ) : فهذه الاستجابة لا شك أنها توحيد حيث أن العبد قدم طلبا لمرضاة الله فهذا انقياد في قلبه لله وانقياد في جوارحه وبدنه لله لما سمع نداء الله { وأذن في الناس بالحج }
( لما يحييكم ) : فإن حياة القلب والروح بعبودية الله ولزوم طاعته وطاعة رسوله على الدوام .
( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) : أي إياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك وتختلف قلوبكم فإن الله يحول بين المرء وقلبه يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى شاء .
وقد ذكر المفسرون أنه لما أمره ربه أن يؤذن في الناس ( أي إبراهيم عليه السلام ) قال :
يارب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم قال : ناد وعلينا البلاغ ـ فقام على مقامه ـ وقيل : على الحجر وقيل : على الصفا وقيل : على أبي قبيس وقال :ـ يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه فيقال : إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ومن كتب الله له أن يحج إلى يوم القيامة ( من أضواء البيان )
"ثانيا :ـ محبة للأرض التي يحبها الله :
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم " والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت " رواه أحمد والترمذي
أيها الأحبة في الله : الله الله في الاستجابة لأمر الله بكل محبة وتذلل لله ولا نتثاقل هذه الشعيرة العظيمة فإن من الناس من بتباهى بالسفر إلى بلاد العهر والفساد نسأل الله لنا ولهم الهداية والصلاح وإذا قيل له اغتنم الإجازة في في الحج أو غيرها من الطاعات قال الحمد لله حججنا الفريضة ومن الناس من يقول أنا ماصدقت حججت الدنيا حر أو الدنيا زحام لا يطاق { قل نار جهنم أشد حرا }
فالنحذر من هذه العبارات { وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد }
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .