عذرًا رسول الله ..
قديمًا قالوا : ساحر ، مجنون ، كذاب ، و رموك بما لا تطيق ألسنتنا النطق به ،
واليوم يعيدون الكرَّة ويتطاولون على جنابك كل ساعة ، ونحن غافلون لم نستفق
إلا بعد أن طفح الأمر ، وبلغ السيل الزُُّبى .
فإنا نشكو إلى الله حالنا وضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ، إنا لنستحي من
الله مما جنته أيدينا ، فلقد بلغت ذنوبنا عنان السماء ، ولقد تغير حالنا بعدك.
فقد هبطنا من الأوج إلى القاع فُسلط علينا الأعداء ، وأصبحنا لقمة سائغة لهم ، بل
كرة يدحرجونها كما يريدون .
فداك أبي وأمي يا خير خلق الله ، والله إني فدا لنعليك
عِرضي ووالدتي ونفسي كلنّا ***نفديك بالأرواح يا خير البشر
يا خير من وطئت برجليه الثرى *** يا صاحب النهر المكوثر والسير
حنّت لك الأحجار والغيث انهمر *** سارت لك الأشجار وانشقّ القمر
دربٌ مشى فيها خبيب راضياً *** ومعوّذ ومعاذ والحامي عمر
أ تسرّ أَنك قد نَجَوتَ مِن الأَذى *** ومحمدٌ في ذا المكان على الأثر
كلا ولا أرضى يشاك بشوكةٍ *** وأنا أصفّد في القيود وفي الضرر
عذرا رسول الله
نطقت مربّيةُ المواشي والبقر *** شلّت يد الرسام شانئك الأشر
ويلٌ لما اقترفت يداه وويله *** فاليوم تلعنه الليالي والشجر
أ وَ يهزؤون به ليعتذروا لنا *** ربّ اعتذارٍ كان لا يغني وطَر
عرضوا الكفالةَ لا كفالة تقبل *** عرض الرسول فلا يدانيهِ قدر